السبت، 7 سبتمبر 2013

مقالة حول روايتي: البرتقال الصامت

رواية البرتقال الصامت للكاتب المغترب التجاني بولعوالي

البرتقال الصامت: لذة الحكي والتزام بالقضية
بقلم: إدريس اليزامي
بعد كتابيه :  " الإسلام- فوبيا صناعة صهيونية تسوق في الغرب " و "الموت على طريقة الكوبوي "  الصادرين عن مركز الحضارة العربية للإعلام والنشر و الدراسات بالقاهرة سنة 2008 ، يطالعنا الكاتب والمبدع الدكتور التجاني بولعوالي برواية: " البرتقال الصامت " وهي من منشورات مقاربات، سلسلة إبداعات، أسفي، المغرب، سنة 2009. والكتاب من الحجم المتوسط ويقع في حوالي : 65 صفحة.
إلا أن المتصفح للكتاب سيجده موزعا على : 17 مشهدا/مقطعا وجزأين: الأول تحت عنوان: الحب المحاصر، وهو الموضوع المهيمن عليه، والخالب لألباب وقلوب الشخصيات.
- حب الأرض – فلسطين  : كل شخصيات النص.
- حب الأبوين مريم و علي للطفلين:نصر ووفاء.
-حب عذري: نصر لحسناء
- حب مريم لزوجها المعتقل خالد.
إضافة لحب الثوار لبعضهم البعض ( يحيى، صلاح الدين، نصر ...)
الخبر الثاني : المقلاع ..
وهو السلاح الذي سلمه ثائر متمرس  في علبة خضراء لنصر رمزا للمقاومة والجهاد لاسترجاع الأرض وذلك ما يتضح من خلال وحدات النص في توحد الثلاثي : يحي، صلاح الدين، نصر، في وضع خطة محكمة لتفجير سيارة عميلي الصهاينة . أما العتبة الرئيسية للنص الملتزم بالقضية الفلسطينية:
" البرتقال الصامت " –فتحيلنا مباشرة على رمز هذا الشجر أي فلسطين ، وقد كرر الكاتب مكون الشجر/ البرتقال إلى جانب الزيتون أكثر من أربع مرات قوله:
" انتصب نصر وهو يبعث نظراته الحزينة" المستفسرة نحو أشجار البرتقال المصطفة . (ص (27) ومن نفس الصفحة: " البرتقال صامت، والزيتون يثور..."
أما في الصفحة (37) فقد ورد : أوراق الزيتون تحكي، البرتقال يمارس ثورته في صمت. وحتى الجمود ، الجمود يثور.." وهذا إشارة إلى كيمياء فلسطين ..وفي العنوان تناص مع"أرض البرتقال الحزين للراحل غسان كنفاني.
إلا أن قيمة الصمت هي المهيمنة أيضا على وحدات النص:
إذ حاول كل أن يكسر الصمت على طريقته الخاصة : فعلي حين فتح موضوع الجهاد على نصر لاسترجاع الأرض : الآن غدوت رجلا حقيقيا لا ينال منه الخوف. (ص 64). و الأم مريم حين خاطبها زوجها علي:
" لا داعي لكل هذه المخاوف، فنصر أصبح رجلا ..." ( ص 49 )."لماذا هذا البكاء التافه، كما أننا في مأتم. فالوطنية تقتضي أن نصبر ونتجلد ..."( ص50 ).
ومن نفس الصفحة  :
" أماه لا ترهقي تفسك بأراجيف الشيطان ، فالثورة شرف عظيم ، منقوش بإزميل القدر على أرواحنا النظيفة ". رسالة خالد ثورة على صمت المعتقل الرهيب. إلا أن قمة الثورة على الصمت  ، كانت في إصرار نصر على إسقاط أقنعتة وهو يخاطب صلاح الدين :" لم نأت لنصمت..  "وكان الانفجار الحقيقي بعد تخطيط محكم لعملية كانت بداية نصر مكلل حين انفجرت سيارة العميلين بقنبلة يدوية.. كانت نهاية للنص والذي أصبح يقابل صمت العنوان .. والذي ركز عليه الكاتب كخيار لاسترجاع الأرض بدل اليأس الذي زرعه الإعلام والصهاينة في نفوس الفلسطينيين ونسيان الوهن..
  و قد انتقى الكاتب  شخصيات روايته بإحكام وجاءت الأسماء محملة بدلالات قوية:
علي: رمز الإباء وعلو الهمة و حب الأرض والجهاد.
مريم: رمز الطهر والشرف /البتول  و الأرض الفلسطينية المقدسة.
نصر: واضح الدلالة في إصراره وخلافته لأبيه لتحقيق النصر.
صلاح الدين: رمز تاريخي مهم انتصر على الصلبيين في معركة حطين وحرر القدس.
يحيى: الحياة.
خالد: الخلود رغم الاعتقال.
وفاء: وفاء للأرض والإنسان والقضية.
حسناء: الجمال والحسن الذي يوحد الرجال ويجمعهم ...
أما بالنسبة للشكل الذي كتب به الكاتب روايته فيتمثل في أسلوب متين ، ولغة سهلة بسيطة شعرية، تحيلنا على صاحبها الشاعر. وقد جاء الوصف في عدة مواضيع من النص ليعكس الجمود والصمت المطبق على أرض البرتقال " الصامت" ثم يعقبه الرد والحوار لكسر الرتابة. و تنوعت الضمائر في الحكي: الغائب والمتكلم، المؤنث والمذكر... كما وظفت تقنيات أخرى:
من مذكرات، ورسالة، ونصوص شعرية غنائية ، ورموز تاريخية وأدبية ... وكل هذه التنويعات الفنية تضفي آلاقا على النص لتمنح القارئ لذة في القراءة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق